2020/11/20

100 مسؤول حكومي يبحثون تطوير المنظومة الصحية 19 نوفمبر 2020 هيفاء الأمين- دبي: «المصدر »

 

تنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بتعزيز التكامل الحكومي، لرسم مستقبل الدولة، ووضع محاور ومكونات الخطة التنموية الشاملة للإمارات، خلال الخمسين عاماً المقبلة، عقدت حكومة دولة الإمارات اجتماعات تشاورية ضمن مسار المجتمع، ركزت على تطوير مستقبل الرعاية الصحية والخدمات الطبية.

تأتي الاجتماعات، في إطار مبادرات لجنة الاستعداد للخمسين، برئاسة سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير شؤون الرئاسة، لرسم ملامح مستقبل القطاعات الحيوية في الدولة.

وناقشت الاجتماعات التي نظّمت، بمشاركة وزراء ونحو 100 مسؤول حكومي اتحادي ومحلي، مستقبل القطاع الصحي في الدولة، وسبل تطوير منظومة صحية متقدمة تركز على تقديم خدمات طبية ذكية، وتعتمد أطر عمل وطنية؛ للوقاية الصحية والثقافة المجتمعية، بما يضمن تعزيز ريادة الدولة وتنافسيتها عالمياً.

حضر الاجتماعات عبد الرحمن العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، والشيخ عبدالله بن محمد آل حامد، رئيس دائرة الصحة في أبوظبي، وحميد القطامي، المدير العام لهيئة الصحة في دبي وجانب من كبار المسؤولين في القطاع الصحي.

خمسة مستهدفات

وأكد العويس، أن إعلان عام 2020 ليكون عاماً للاستعداد للخمسين، شكّل شارة البدء لإنجاز أكبر استراتيجية عمل وطنية من نوعها محددة الملامح والمسارات، لتطوير منظومة العمل الحكومي كاملة وصياغة شكل الحياة في دولة الإمارات خلال الخمسين عاماً المقبلة، وفي إطار رحلتها الفريدة نحو مئوية الإمارات 2071. وأوضح: إن فرق العمل في الوزارة باشرت بتكثيف جهودها؛ لتشكيل خريطة طريق مستقبلية لدولة الإمارات في مسار الصحة، باستشراف المتغيرات العالمية المؤثرة في القطاع الصحي، مع إشراك المجتمع بالآراء والمقترحات التطويرية في التصور المستقبلي لخدمات الرعاية الصحية، لتحديد الفرص والتحديات. وحددت خمسة مستهدفات؛ هي: خلق مجتمع إماراتي صحي ونشط، والريادة في المجال الصحي، ومنظومة علاجية ذكية، والانتقال من نموذج الرعاية التقليدي إلى النموذج الشخصي، وتعزيز الصحة النفسية، وتطوير منظومة صحية وقائية يقظة لتطور الأمراض والأوبئة ومراقبتها والتنبؤ بها.

وأشار إلى أن خطط الوزارة في رؤية الخمسين، تقوم على إطلاق مشاريع مبتكرة ترتكز معظمها على تقنيات الجيل القادم من الثورة الصناعية الرابعة والذكاء الاصطناعي، مع التركيز على الرعاية الصحية الوقائية والخدمات الذكية على مدار الساعة، من دون أي تدخل بشري. وتقديم خدمات صحية مبنية على العلوم الطبية الحديثة مثل: علم الجينوم وتكنولوجيا النانو، وتعزيز البحوث الصحية، وتطوير خدمات التطبيب عن بُعد، وترسيخ الابتكار في استخدام البيانات الضخمة وإنترنت الأشياء، وتطوير مبدأ أطباء المستقبل وتقديم خدمات صحية وعلاجية مصممة حسب خصائص الأفراد؛ وتسهم مجتمعة في تحقيق منظومة فريدة لتكون الإمارات الدولة الأكثر تميزاً والأفضل في جودة الحياة على مستوى العالم.

وقال عبد الله آل حامد: «نؤمن في الدائرة بضرورة فهم المستقبل واستشرافه؛ لوضع استراتيجية طموحة للقطاع الصحي تستند إلى أسس علمية متينة تمكننا من أن نكون جاهزين للتعامل مع المتغيرات الإقليمية والعالمية لمواصلة تطوير القطاع الصحي والمضي بخطى ثابتة نحو آفاق جديدة من التميز لينعم أفراد المجتمع بجودة الرعاية الصحية».

وأضاف: «إن دولة الإمارات من بين أكثر البلدان استعداداً للمستقبل واغتنام الفرص المتاحة واستشرافها، والأهم من ذلك هو استثمار الإمارات في الكوادر الوطنية الشابة، بإتاحة فرص تعليمية متميزة لهم أو تمكينهم بتسليمهم مسؤوليات ومهام بارزة لصقل مهاراتهم وتعزيز كفاءاتهم. وفي القطاع الصحي، نعمل بجد لمواصلة تعزيز دور الكوادر الوطنية في القطاع، بالتواصل مع المؤسسات الأكاديمية في الدولة؛ لضمان تخريج كفاءات وطنية يحتاج إليها القطاع الصحي وقادرة بلا شك على رفده بالخبرة والمعرفة اللازمة».

 5 توجهات في دبي

وقال حميد القطامي: إن الحديث عن المستقبل المشرق لدولة الإمارات والاستعداد للخمسين عاماً، حديث التحديات، وحديث الفرص والإمكانات والقدرات الكبيرة التي تمتلكها الإمارات، وخاصة في قطاع الصحة، الذي يشهد تحولات نوعية وطفرات متوالية في جميع أنظمته وسياساته وتقنياته ومنشآته المتقدمة. وحدد 5 توجهات مستقبلية رئيسية تركز عليها الهيئة، تتضمن: تلبية احتياجات السكان من الخدمات الصحية الأساسية المستقبلية، وتركيز الجهود لسد الفجوة في بعض التخصصات الطبية الرئيسية، ومهنة التمريض، مع جعل التوطين في جميع المهن الطبية أولوية قصوى، والاهتمام بالبيانات الضخمة بالربط مع الجهات المحلية والاتحادية؛ لتفعيل دور البحوث الطبية والصحية، والتحول من التركيز على الخدمات الصحية العلاجية إلى الصحة الوقائية، لتقليل كلفة الإنفاق الصحي، وتعزيز البنية التحتية لخدمات الصحة النفسية، والارتقاء بدور أطباء الأسرة في تحسين صحة المجتمع، بتبني منصات خدمات الصحة الرقمية والتوسع في تقديم خدمات الصحة المنزلية، بالتركيز على فئات كبار المواطنين وأصحاب الهمم.

تطوير المنظومة الصحية

وأكد المشاركون ضرورة تطوير منظومة صحية متكاملة برسم مسار مستقبلي يعتمد إيجاد الحلول المبتكرة للتحديات وتعزيز ممكنات هذا القطاع الحيوي وجاهزية الدولة للأمراض والأوبئة المستقبلية، عبر التركيز على 5 مستهدفات رئيسية تشمل: إعداد مجتمع إماراتي صحي ونشط، وتعزيز الريادة في المجال الصحي، وتطوير منظومة علاجية ذكية، والانتقال إلى نموذج الرعاية الصحية الشخصي، واستحداث منظومة صحية وقائية يقظة.

وبحثت الاجتماعات سبل تعزيز التكامل بين الجهات الصحية الاتحادية والمحلية، بما يضمن تطوير نموذج حكومي تكاملي يقدم خدمات صحية شاملة.