لا يخفي علي احد ما ألت اليه الاوضاع العامة عبر العالم وفي مختلف المجالات من تدهور وتازم وخلافات وصراعات سياسية واجتماعية واقتصادية وخاصة صحية منذ بداية العام وانطلاق كارثة كورونا من الصين ثم انتشارها السريع واثارها السيئة علي عديد البلدان خاصة أمريكا واوروبا رغم المجهودات الكبيرة من عديد الدول والهييات الأمنية والمجتمع المدني للتضامن ومساعدة المناطق الاكثر ضررا أو محدودة الامكانيات ألا أن كل الاجراءات والوسايل رغم اهميتها من توقير المعادن والكواقم المختصة واغلاق الحدود والحجر الصحي ومنع التجمع والتنقل واللقاءات الجماهيرية كالكورة والحفلات العامة والمساجد وحتي الحد من التجمعات الخاصة كالافراح العايلية ووسائل النقل والشركات والمقاهي موسيقى حماية واستباق وأخذ قرارات صارمة للمراقبة والمتابعة مما اثر سبلبيا علي حياة المواطنين اليومية وغير نمط التحرك والتصرف وخلق أرباك وشك ومخاوف لدي الاغلبية فشلت الأعمال وبمرور الاشهر تدهور الانتاج وارتفعت الأسعار وكثرت المضاربات رغم تدخل الحكومات وأصبحت حالة من الانفلات والفوضي حاولت الحكومات معالجتها كل حسب امكانيتها بتقديم مساعدات محدودة وموقته وتاخير وجدولة مستحقاتها وديون البنوك لدي العمال وصغلر التجار مما امتص غضب البعض في البلدان النامية وخلق توترا مسترسلا لدي الفءات الضعيفة في أغلب البلدان التي تشهد وضعا اقتصاديا وماليا متازما رغم وصول المساعدات الدولية وتظافر جهود الاطراف المتدخلة وكان العبء الاثقل طبعا علي كاهل الجيش الأبيض من إطارات واطباء ومختصي واعوان الصحة والمستشفيات والمصالح والمراكز والمخابر العمومية والخاصة وانكباب بعضها علي للبحوث والمتابعة واخري علي التركيز الجهد الميداني واخري علي التوعية والتوجيه والاتجاه لتوسيع المعلومات في مختلف وسائل الإعلام العامة والخاصة والزيارات المكثفة لكوادر الصحة والاطارات العمومية للجهات والمراكز الصحية لتوفيرالنقايص وحشد المجهود لدعم المنظمة الصحيةو توفير عديد اللوازم والفرق بسرعة ونجاعة للحد من ضحايا الجايحة اليومية المتواصلة علي طول السنة بوتيرة متفاوتة ومتغيرة تنخفض احيانا وتنتشر اخري لتخلف وراءها الاف الموتى وعشرات الاف المصابين حسب نسبة السكان وتوسع انتشار الجايحة في كل بلد ونسبة الانظباط والوعي بتنفيذ البروتوكول الصحي والوقاية سيما وهناك العديد من الناس لا تمتثل لتطبيق الاجراءات الوقايية أما يجهل خطورتها أو بتمرد شخصي أو بتساهل أو بصعوبة مثل التجمعات المفروضة كالاسواق ووسائل النقل وان تقاربت النسب بين الموجة الاولي والثانية يبقي الهاجس والحيرة والخوف من ظهور سلالة متجددة سريعة وواسعة الانتشار بدأت تتنقل بين بعض الدول مما اجبر عديد الحكومات علي غلق الحدود ومنع التجمعات واحتفالات رأس السنة علي أمل وصول اللقاح تدريجيا واختبار مدي نجاعته مع هيمنة البلدان الغنية عليه وما تثير من شكوك ان الفيروس هو صناعة جهة ماء وليس طبيعيا والشك بان الامور مرتبة سريا رغم التوافق الاممي بمساعدة البلدان الضعيفة في الغرض ومساعي منظمة الصحة العالمية لوضع اولويات ومراحل
اقتصاديا ايضا تراجعت المبادلات التجارية وشهدت عدة دول ازمات وصعوبات وانخرام ميزانياتها وارتفاع التضخم وتدهور القدرة الشرايية المواطن ووانخرام التوزيع وتوسع السوق السوداء والتهريب الاحتكار بعض المواد خاصة المدعومة حكوميا وتغول الموسسات الكبري وصعوبات نجاح عمل الموسسات العامة وتكبيل مواطني البلدان النامية بالقروض البنكية المحلية والدولية من طرف الحكومات بنسب وشروط وسياسات مشطة مما يفاقم الازماات ويعطل مسار التنمية ويضاعف العجز والتضخم رغم محاولة الاصلاح وبعض الحلول خاصة من البلدان المترفهة التي تشهد تنافسها حادا مثل الصين أو نموت مستقرأ مثل ألمانيا مع تراجع قوة الاتحاد الاوروبي والنمو التركي مع سيطرة القرار الامريكي
اجتماعياً تفاقم التفكك العايلي وارتفاع نسبة الطلاق والعنوسة والبطالة وضحايا الهجرة السرية والاتجار بالبشر واستغلال الأطفال والإنقطاع المدرسي وتوسع الجريمة والمخدرات وضعف المحصل الدراسي والتكوين المختص وعزوف شباب المدن عن الأعمال الصعبة وبذل الجهد والتعويل علي الذات وفتح مشاريع صغيرة مع مشكل البطالة لسنوات في أنتظار الوظائف الحكومية القليلة مع ازدياد التسيب والحياة الفردية مما يضعف التاءازر والتوافق مع تراجع المبادي والقيم والاخلاق رغم وجود نسبة هامة من المجتهدين والمبادرين والمتطوعين والجمعيات ا العاملة للصالح العام
تقافيا هناك تراجع في المشهد الثقافي وانحسر في محاولات فردية متفاوته الحجم والقيمة والتاثير بظهور وجوه وبرامج ومضمون جديدة بلا هوية ولا اصالة ولا مسوولية اعمال هامشية ضعيفة وغريبة ماعدي القليل وسيطرة انماط هزيلة لا تفيد المجتمع مع إنعزال الطاقات الابداعية الكبري وتراجع الدعم العمومي وعدم التدخل والحرص والمراقبة وتوسع هاته الظاهرة من خلال بعض وسائل الإعلام وخاصة وسائل التواصل الاجتماعي
اعلاميا تراجع الدور الهام لوسايل الإعلام العمومية وانتشار كبير لمواقع اعلامية غير موطرة وغير مهنية واذاعات وقنوات خاصة لها توجهات معينة ومختلفة حسب داعميها ماليا أو سياسيا دون التقيد باخلاقيات المهنة والمصداقية والحياد مع توسع هامش الحرية في عدة جوانب
سياسيا شهد العالم متغيرات وخلافات وصراعات وتحالفات موثرة احدثت توجهات جديدة داخلية واقليمية ودولية خاصة مع مواقف وقرارات غريبة ومختلفة ومعاكسة للمجموعة الدولية فرضها الرئيس الامريكي باساليب وطرق وضغوطات مختلفة اربكت السياسات الدولية مثل مواقفه مع الصين وايران وانحيازه لاسراييل و الذي رغم خسارته الانتخابات مازال يثير الجدل والمخاوف ويحاول عرقلة نتائج الانتخابات بكل الطرق واحراج الرئيس الجديد بايدن بمواقف وقرارات تعارض وتهاجم الجميع إدارة وقضاء واعلام بتعنت وطريقة المقايضات والضغط والتكلات مما ترك جدلا واسعا ومخاوف داخليا في خلافات وتقسيم المواقف وخارجيا يفسح المجال للتنافس والسيطرة والحسابات استراتيجية وجيوسياسية معينة خاصة مع إيران وروسيا واوروبا واسراييل وتركيا والخليج ومشكلات سوريا واليمن وليبيا ومع نهاية مرحلة ترمب تشهد الولايات المتحدة حركية وتغييرات هامة وكذلك منطقة الشرق الاوسط متغيرات وانتظارات لا يعرف اتجاهها مرت كل هاته الأحداث بمراحل وتاثيرات وصعوبات وحلول بوتيرة نجاح نسبية حسب مقدرة وامكانيات وتوجهات وظروف وتمكن وروية واستراتيجية كل بلد في أجواء متشابهة وظروف متقاربة
نرجو دخول السنة الجديدة يعزز الشعور بالامل والتفاول وبجرعة دعم معنوي واستشراف توفير الحلول الممكنة وتحسن الاوضاع والبرامج الميسرة والحلحلة للصعوبات لمزيد النمو والتعاون والتوافق وانتشار السلام
تقرير المستشار الحبيب بنصالح تونس