2021/02/06

****( التنمر ) **** بقلم / ايهاب الديب مدير الشبكة العربية مصر

 



********************************************

التنمّر كتعريف بسيط هو التسلط والتهكم من قبل شخص أو عدة أشخاص موجه إلى شخص أو عدة أشخاص آخرين و لا يخلو من الإيذاء بشتى أنواعه سواء كان جسدي أو نفسي أو لفظي أو عائلي أو مدرسي ، إن التنمر ظاهرة إجتماعية منتشرة في جميع المجتمعات غربية كانت أو عربية ، ما يحدد مستواها هو أنه كلما زاد الوعي في مجتمع ما قلت نسبة التنمر فيه لأن الأفراد يصبحون بذلك أكثر إدراك بماهية الحقوق والواجبات وبالتالي سيتم التعامل مع التنمر بصفته ظاهرة لمعرفة نشأته وأسبابه المختلفة حسب الموقف وكيفية علاجه فيما بعد ، فضلاً عن ثقافة الآباء التي تنعكس على تربية أبنائهم.


حسب دراسة أجريت مؤخراً أتضح أن 75% من الأشخاص يتعرضون للتنمر في مرحلة من مراحل حياتهم تحديداً ما بين 11 الى 15 سنة ، بينما 7% لا يعتقدون أن التنمر ظاهرة منتشرة ، و ذُكر أن أكثر أنواع التنمر انتشاراً هو التنمر المدرسي حيث كان بمعدل 41٪ و 18% من بين الناس لا يدركون المعنى الحقيقي للتنمر و 85% يعتقدون أنّ الطفل الذي يتعرض للتنمر من قبل والديه يصبح هو ايضاً متنمراً على غيره ، و 60% يعتقدون أنه لا يندرج تحت أسباب نفسية بحته.


و قد يكون إنتشار التنمر الجسدي عند الذكور أكثر منه عند الإناث بينما ينتشر بينهن التنمر اللفظي و العاطفي بنسبة أكبر.


يأتي دور الأسرة في توعية أطفالهم بالمرتبة الأولى يليه دور المجتمع ، هذين الدورين اللذان يكملان بعضهما البعض لا يمكن إغفالهما ، حيث أُقيم مشروع وطني للحد من التنمر يركز على التوعية بالمشكلة والإجراءات المتبعة حيالها في التعليم العام و قد عمل على عدة مراحل وتعاون مع عدة جهات من ضمن أهدافه أن يتم تدريب المرشدين الطلابيين والمرشدات الطلابيات على توعية الطلبة والطالبات وإعداد دليل مرجعي متكامل للتعامل مع مشكلة التنمر.


حالياً أرتفعت المعرفة بين الناس إلى 82% و هذه نسبة مبشرة إذا ما قورِنَت بسنة 2014 أما بالنسبة لعلاج هذه الظاهرة السلبية فهو يكمن في الالتفات الى الأسباب لضمان عدم تكرار السلوك هذا فيما يتعلق بالمتنمر ذاته ويجب العلم أن هناك علاقة قوية بين التنمر والإنتحار لأن الأشخاص الذين يقدمون على الإنتحار يعانون من المضايقات والتعرض للتنمر، لذلك يجب المحافظة على طريقة التعامل بين الآباء والأبناء لأنها هي التي تحدد شخصية الطفل منذ طفولته ، ختامًا ينبغي التذكير بخطورة ظاهرة التنمر و أن أي علاج لها لابد و أن يسبقه تشخيص دقيق للحالة أو الحالات المعنية ، قبل التدخل وفق استراتيجية واضحة المعالم


و السبب الرئيسي للتنمر هو اختلاف الشخص عن المجتمع المحيط به مما يجعله منبوذا بينهم و ذلك كان يكون هو مميزا عنهم في لونه أو في دينه أو في عرقه فإن كل هذا يعرضه للتنمر كما أن اختلاف الطبقات قد يجعل الشخص معرضا للتنمر أيضا فلو تواجد شخص فقير في مجتمع من الأغنياء فهو سوف يتعرض إلى بعض السخرية بالتأكيد حتى لو كانت بشكل غير مباشر و هذا شكل من أشكال التنمر .


كما أن هناك سببا آخر لحدوث التنمر هو شخصية الشخص المتنمر فربما يكون هذا الشخص مر بظروف معينة جعلته شخصا عدوانيا و مؤذي بحيث يتعرض بالإيذاء لكل من حوله و يسخر منهم او يؤذيهم بالضرب أو السخرية منهم و إحراجهم و هذا الشخص يحتاج إلى تدخل و معالجته نفسيا، كما أن الشخص المنعزل عن المجتمع و الذي يكون مخالفا للمجتمع المحيط به سوف يتم معاملته بجفاء من هذا المجتمع و قد يتعرض منهم للتنمر كذلك .


** أنواع التنمر **

و كما ان للتنمر أشكالا مختلفة فإن له أنواعا مختلفة كذلك ، حيث ان هناك التنمر المدرسي وهو ذلك النوع من التنمر الذي يحدث في أماكن الدراسة سواء كانت مدرسة أو الجامعة وهنا يجب أن يتم وضع الطلاب تحت رعاية جيدة حتى يتم منع هذه الأفعال و وضع لها حلول قبل تفاقمها ، وهناك التمرد الذي يحدث في أماكن العمل سواء كانت شركات او مصانع او غيرها و هو الذي يحدث بين العمال و بين بعضهم لأسباب متعددة ،


التنمر الإلكتروني و هو الذي يحدث من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فقد يتعرض الشخص للإيذاء و الإهانة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ، و أيضا التنمر الأسري وهو احد أكثر أنواع التنمر تأثيرا على نفسي الشخص الواقع عليه فعل التنمر لأنه يحدث من اقرب الأشخاص إليه و هذا يحدث بين الأشقاء و بين بعضهم البعض أو من قبل الوالدين او من قبل الأقارب ، التنمر السياسي و هذا يتم من خلال عدة أساليب مثل القمع السياسي أو عندما تقوم دولة باحتلال دولة أخرى و تعامل رعاياها بشكل سيء .

بحث عن التنمر ودور الطلاب في التصدي لهذه الظاهره

الآثار الناتجة عن التنمر

و الآثار التي تنتج عن فعل التنمر كثيرة و متعددة و تكون مؤذية للشخص الواقع عليه فعل التنمر بشكل كبير ، و يؤدي التنمر إلى الكثير من المشاكل و الاضطرابات النفسية مثل الانطوائية و الانعزال و القلق و الاكتئاب و الرهاب الاجتماعي ، يجعل التنمر الشخص الذي يتعرض له يرغب في التغيير و اللجوء إلى الأساليب العدائية و قد يؤدي إلى تحول هذا الشخص إلى شخص متنمر هو الأخر ،


عندما يتعرض شخص ما للتنمر يبدأ في الانسحاب من المجتمع و كل الأنشطة و التجمعات المحيطة به و يصبح شخصا منعزلا وحيدا ، و من أشد نتائج التنمر قسوة و التي تحدث بكثرة هى انتحار الشخص الذي يتعرض للتنمر حيث انه يكون معذبا و يشعر بالاضطهاد .