2021/06/09

بقلم مديرة العلاقات العامة بالشبكة العربية العالمية للاعلام في سوريا الدكتورة رحاب الدمشقي : مدينة السلط عنوان الكرم والجود ...رجولة فروسية

 


زار شيخ من شيوخ قبائل العراق اسمه الشيخ الجميلي ومعه مرافقون مدينة (السلط) وحل فيها ضيفا بمنتصف القرن التاسع عشر تقريبا.. وعندما غادر تفاجأ بالطريق ان دوابهم قد تعبت رغم تعودها على السفر وقدومهم من العراق عليها فعرض عليها الطعام فرفضت وعرض عليها الماء فشربت فتوقفوا عن السفر واستضلوا بالشجر.. واذا بقافلة من اهل قرية مأدبا يمرون بهم ويسألونهم عن شأنهم فقالوا دوابنا تعبت رغم اننا في بداية السفر فقال احدهم لا عليكم انا خبير بشؤنها فكشف عن الدواب فقال هل انتم قادمون من السلط وكنتم هناك ضيوفا فقالوا بلا ..وكيف عرفت؟ فقال دوابكم وخلال فترة الضيافة كان معزبكم يطعمها زبيب ولوز فسمنت وزاد وزنها  والاحمال التي عليها من الهديا ثقيلة جدا فكلها زبيب وقُطين وجميد.. فقال الضيف الله الله يا اهل السلط منكم يُتعلم الجود والكرم، ووالله لن اعود الى بلادي الا بزوجة سلطية منكم وعاد وناسب اهل السلط والذين وافقوا على طلبه ورافقوا ابنتهم الى بلاده.... فوصل قومه وقال لقد رجعت اليكم ظافرا بأميرة من اكرم الناس.. وانجبت اختنا تلك للشيخ عشرة من الذكور ..  وفي كل عام اصبح يزور السلط مع ابنائه ويقول لابناءه هذه السلط جدتكم فتعلموا منها الرجولة والفروسية الصافية... 

يقول المؤرخ (علي المحافظة) مر على مدينة السلط سنوات ذهبية كان اهلها من اكثر الناس ثراءً في بلاد الشام وكانوا يصدرون منتجاتهم وتصل الاناضول وشمال افريقيا ومصر.. ساق الله على تلك الايام ..