2022/04/17

وزارة التربية والتعليم في مملكة أطلانتس الجديدة (أرض الحكمة). وزير التربية والتعليم الدكتور : ياسر رباع

 


الحلقة السابعة من سلسلة حلقات التربية السليمة أساليب ومقومات. 

مرحلة البلوغ وسن المراهقة 

بدأت أصعب المراحل وأخطرها وأكثرها تعقيدا وأكثرها حاجة لمتابعة الأهل لأولادهم والوقوف معهم ورعايتهم حتى يتخطوا هذه المرحلة بصحة جسدية ونفسية وبسلام وهنا تبدأ أيضا أولى مراحل تحديد المعالم الحقيقية للنفس والجسد وتبدأ معها حالة الصراع بين الجسد والروح (النفس) وبين الصواب والخطأ وبين المادة والفكر وبين الخير والشر وبين العقل والعاطفة ويبدأ الجسد بتغيير معالمه الطفولية الى معالم جديدة فتظهر مفاتن الانثى وتظهر علامات البلوغ لديها وتظهر علامات البلوغ لدى الذكر وتبدأ الهرمونات الذكرية والأنثوية بنشاط غير مسبوق مما يشعل الرغبة الجنسية ويجعلها تطغى على كل الرغبات فتأخذ جانبا كبيرا من اهتمام الجنسين الذكر والانثى خاصة وأنها شيء جديد لأول مرة يتم اكتشافه والاحساس به ومعرفته فتظهر الدهشة والحيرة لدى الانسان فما هذا وماذا يحصل لي وما هذا الشعور الجامح وما هذه الأعراض التي تظهر علي هل أنا بخير أم أنني أصبت بمرض ما أم أن هذا شيء خطير أم طبيعي وبعد كل هذه التساؤلات وبعد معرفة ما يحصل وبداية التأقلم معه يدخل الأنسان في مرحلة عمرية جديدة كلها مشاعر جامحة وطاقة جارفة وعنفوان متفجر وحيوية مندفعة ورغبة ملتهبة وأفكار مشوشة وعواطف جياشة ومستجدات مثيرة للاهتمام مما يدفع الانسان الى محاولة اكتشاف وتذوق كل هذه المشاعر فتسوقه الى البدء في اكتشاف نفسه والغوص في أعماقها لكي يتعلم كيفية التعامل مع هذه المستجدات ومحاولة السيطرة على نفسه والاستعداد لقيادة هذه الثورة الجسدية بعد أن أطلقت شرارتها الاولى .

وهنا يبدأ الانسان بالشعور بحاجته الى اشباع هذه الرغبة الجامحة فيشعر الذكر بالحب تجاه الانثى وتشعر الانثى بالحب تجاه الذكر والشعور بالحاجة الى الحب هو من حاجات الانسان النفسية والجسدية ولكن هذه الحاجة في حال تلبيتها بدون العملية الجنسية تكون غذاء للروح وتغطي الجانب النفسي من حاجة الانسان وترقى بالنفس الى مستوى عال من الرفعة والهدوء والاستقرار هذا يتجلى غالبا بالحب العذري الذي تغنى به شعراء العرب في الجاهلية وما بعد الاسلام ولكن هيهات من حب عذري يطغى على الرغبة الجنسية في عصرنا هذا خاصة مع تطور وسائل التواصل الاجتماعي وتوفر هذه الوسائل بأيدي المراهقين مثل أجهزة الكمبيوتر وأجهزة الهاتف المحمول التي توفر محتوا واسعا من وسائل التواصل الاجتماعي ولا يكاد فرد من المجتمع اليوم الا ولديه جهازا أو أكثر خاصة بين يدي المراهقين وأصبحت الخصوصية في التعامل مع هذه الأجهزة متوفرة أكثر بسبب صغر حجمها ومرافقتها الدائمة لأيدي وجيوب المراهقين والرقابة عليها أصبحت شبه مستحيلة ان لم تكن مستحيلة تماما فلا رقيب ولا حسيب سوى أخلاق هذا المراهق وتعاليمه الدينية ورقابته الذاتية وهنا يبرز لدينا موضوع هام لا بد لنا من الوقوف عليه وقفة جادة قبل الاسهاب في موضوعنا الرئيس .

وهذا الموضوع يتلخص بالدرجة الاولى فينا نحن الأهالي أو أولياء الأمور فيجب علينا الوقوف عند مسؤولياتنا تجاه أبنائنا ودرايتنا بخطورة هذه الأجهزة وخطورة الآفاق التي تفتحها لأبنائنا وما ينتج عنها من سلبيات تجتاح بيوتنا دون السيطرة عليها فقد كانت في الماضي بيوتنا محصنة لا يمكن لغريب دخولها دون استئذان وحتى اللصوص كان لديهم خيارين لدخول بيوتنا عنوة اما عن طريق الباب أو عن طريق الشباك فقط ولكن أجهزة الهاتف المحمول ومواقع التواصل الاجتماعي التي تنتشر عليها ومواقع الأفلام الاباحية ومواقع الصور العارية حدث ولا حرج ومواقع شيطانية لا علاقة لها بسمو ورفعة ابن آدم أصبحت تدخل منازلنا دون استئذان ودون معرفة بها أو سيطرة عليها لذلك يتعين علينا كأولياء أمور آباء وأمهات ومعلمين ومعلمات ووزارات التربية والتعليم والاعلام أن نقوم بواجبنا نحو أبنائنا جيل المستقبل وحامل راية التقدم والنهضة وقائد المرحلة القادمة بحيث تقع على عاتقنا جميعا مسؤوليات جسام علينا وعيها واعطائها حجمها الحقيقي فحجمها مهول وليست بصغيرة ولا هينة وخطرها شديد ومصابنا فيها جلل وعواقبها وخيمة واستهتارنا بها فيه دمارنا ودمار الأجيال القادمة لذلك فعلينا قبل أن نشتري لأبنائنا هذه الأجهزة أن نكون قد زرعنا فيهم القيم النبيلة والأخلاق الحميدة وثقفناهم ثقافة واعية وعالية وعلمناهم كل شيء عن سلبياتها وخطرها وعن عواقب الاستخدام الخاطيء لها وأفهمناهم كيفية استغلالها خير استغلال ودربناهم على كيفية مواجهة الدخلاء منها وعلمناهم أمثلة واقعية عن أمور حصلت مع غيرهم لكي يعتبروا من غيرهم بدلا من أن يكونوا هم العبرة فأنت عندما تعطي الجندي السلاح هل تعطيه اياه قبل أن تدربه وتعلمه كيفية استخدامه وتفكيكه وتنظيفه وتلقيمه والتصويب به ومن ثم تسلمه له بعد دورة تدريبية مكثفة أما ان سلمت الجندي السلاح مباشرة ودون تدريب فالنتيجة معروفة سلفا اما سيقتل نفسه أو يقتل زميله أو زملائه .

ونحن هنا نذكر خطورة هذه الأجهزة ولا ننكر فوائدها اذا استخدمت استخداما مدروسا وسليما فمثلها مثل السكين في المطبخ اذ لا يخلو بيت من وجود سكين في مطبخه وهذه السكين تعود بالفائدة على الجميع حين يكون استخدامها في موضعه الصحيح ولكنها أيضا يمكن أن تقتل بسهولة فهل نمنعها من مطابخنا أم نبقي على استخدامها المفيد وهذا أقرب تشبيه لما ذكرناه آنفا عن هذه الأجهزة فعلموا أبنائكم الأخلاق الحميدة والتقوى والورع وجهزوهم ودربوهم على خوض المعركة قبل وقوعها وأقصد بذلك كيفية التعامل مع أجهزة الهاتف المحمول وما تتضمنه في ثناياها .

وبالعودة الى موضوعنا الرئيس ألا وهو تفجر الطاقة العاطفية والجنسية لدى المراهقين وبعد ما ذكر آنفا نعرج الآن على ما سيحصل في هذه المرحلة من تحولات وممارسات ينجرف اليها بعض المراهقين وستكون هذه ركيزة هذه الدراسة أو هذه المادة أو هذا الكتاب فبعد ألنضوج الجنسي سيتوجه المراهقين الى مفترقات طرق وليس مفترق واحد وسيسلك كل واحد مفترق وكل مفترق سيوصل صاحبه الى عدة مفترقات فمنهم من سيضل الطريق ولا يعرف العودة أبدا ومنهم من سيعلق في منتصف الطريق ولا يستطيع التقدم ولا يستطيع العودة ومنهم من سيبقى واقفا على مفترق طرق لا يدري أي طريق يسلك ومنهم من يسلك الطريق الصحيح بعد معاناة وتعب ومنهم من يبقى في مكانه لا يتقدم قيد أنملة ومنهم من يسلك طريقين على مفترقين في آن معا …كيف ذلك سنوضح واحدة تلو الأخرى وبالتفصيل لكي نضع شبابنا أمام خياراتهم المتاحة وننير لهم طريقهم ونجنبهم الوقوع في ما لا يحمد عقباه لنأخذ بيدهم الى بر الأمان وهم سالمون معافون سليمي العقول وسليمي الأبدان وقادرين على حمل راية التقدم والنهضة ومنتصرين على أنفسهم ومن ينتصر على نفسه فقد خاض أم المعارك .