2020/06/01

الكاتبة الفنانة والشاعرة د/سلمى النّعيمي : أمن أطفال البندقية إلى أطفال البَغاءِ!.












من أطفال البندقية إلى أطفال البَغاءِ!.
د/سلمى النّعيمي


عرف العالم أطفال الكمبيوتر الذين يلعبونبأصابعهم الرقيقة على جهاز غالي الثمنومتطور،عظيم الفائدة،يستخدم آخر ما أنتجهالعصر من تقنيات عرفتها البشرية ،ويعرف العالمفي نفس الوقت أطفالا يبيعون الحطب ،ويقفونأمام أفران حرارتها تفوق الألف وخمسمائة درجةمئوية،ويعرفون أيضا بأنهم أطفال البندقية وأطفالالبغاء يستخدمونهم في حروب مجهرية و أخرىجلية،فالطفل في منزله قضية عائلية يكون فيها عالمالأطفال مجهولا لا نعرف عنه الكثير ،وفي معظمالأحيان خارج دائرة البحث والإحصاء لا نحصيمتطلباته ونقدف به في جب الظلم .
السؤال المطروح هوما مصير هذه الفئة المهمشةفي زمن تواطأ البشري المتوحش فيه مع ساحاتالحروب،والنوادي اللّيلة التّي لا ترحم القصر، والأطفال من عمليات الاستغلالالجنسي،والاستعباد الفكري؟!.
لقد شُوِهتْ أفكار الأطفال البريئة،وتمزقت  بفعل توقف المنظمات الدولية لحماية حقوق الطفل منأداء واجباتها الإنسانية اتجاه هذه الفئة البريئة.
أطفال مشردين يدخلون سوق العمل مبكرا في"أعمار تتراوح مابين العاشرة والرابعة عشرناهيكعن النّوادي الليلية "الحانات " التّي صار يُستغلفيها الطفل كالجسد العاري بلا كساء مثل " تايلنداالمشهورة"، وأستراليا ،وبوليفيا والولايات المتحدةالأمريكية ،وهذا ما يسمى "بالمتاجرة بالقصر".
هؤلاء الأطفال الذّين سُلخت منهم أبسط حقوقهم، واغتُصِبت براءتهم لمجرد أنهم فقراء، وانتحرتأحلامهم في خضم ظروفهم، وانصهرت أعمارهمالحقيقة ضمن أعمار وهمية تصَّنعوها من أجلالحصول على قوت العيش.
الفقر كان المشكلة الأساسية، ومن أرقام السنواتالماضية في تدهور الاقتصاد ،وحتّى اليوم فيزمن كورونا تشهد أن الفقر سبب أساسي فيالمضي في مثل هذه الجرائم التي تغاضت المنظمةالعالمية لحماية الطفل عنها.
كان الوجه الآخر في حياة هؤلاء الأبرياء هو تخليالحياة البشرية عن إنسانيتها،والمضي في قمعآخر ،وهو التجارة بسلوك الأطفال ،وتغيير منحىحياتهم الشفافة.
غدت الأحلام مدفونة،وصارت الآمال مجردكوابيس،وصارت القوانين الصورية مجرد غابةيستفحل فيها الحيوان البشري للقضاء على آخرإنسان على وجه الكرة الأرضية.

لم تكفل القوانين البشرية حقوقهم، واغتُصبوا منذسنة 1990 حينما انعقدت القمة الدولية للطفولة،وحتى بعد أغسطس سنة 1997 حينما انعقدأول مؤتمر عالمي حول  استغلال الأطفال  فيتجارة الجنس "بستوكهولم"، ووضعت أهدافا سعتلتحقيقها في عام الألفين وإلى يومنا هذا ،وعلىرأسها محاربة الفقر،وحماية الأطفال،وضمانتطورهم ونمائهم،وحينذاك كانت النظرة شاملة لأحوال الأطفال وبؤسهم ،لذا أُبرمت أول اتفاقيةمن نفس العام لحماية الطفل،وفي ومع كل هذاالمحاولات التي باءت بالفشل بسبب الفقر الذّي أذلالإنسان،وصنع من الأطفال رجالا ،وأرباب أُسَرٍ قبل الميعاد!.