2021/01/16

متقاعدون ادباء وكتاب مع اللواء الركن (المتقاعد) العراقي، علاء الدين حسين مكي خماس كتابة سفيرة الإبداع الثقافي د. هيفاء الأمين ابو ظبي، في: 14-1-2021

 

 

لن أنسى كلماته، ونصحه، وابتسامته الآسرة.. إنه قائد ومعلم بكل ما تعنيه هاتان الكلمتان.. وهذه الكلمات لا تفيه بعض حقه على إخوانه وأصدقائه وتلاميذه.. سيرته تحتاج إلى مجلد ضخم، فهو الرجل إن عز الرجال، وهو الرجل الذي أعطى ولم يأخذ. ولا زال يجمع تاريخ العسكري ويكتب. فمن طبعه البذل والعطاء...».ما لم أره في كثير ممن عرفت من الرجال.. رأيت أخلاقًا عالية تمشي على قدمين، متجسّدة في شخصه الكريم.. رأيت التواضع، والدماثة، والحياء، والرجولة، والوعي، والإخلاص، والحركة، على كبر سنه يناقش بهدوء، ويحترم محاوره، حتى لو كان فيه شيء غير قليل من الشموخ.. يغضّ طرفه، كما يغضّ من صوته الرخيم، وينصت ولا يقاطع محاوره أو محدّثه، ويبادر للسلام على إخوانه أينما كانوا ويتواصل مع الجميع، ويعرض خدماته عليهم في صدق وأريحية فارس شجاع مقدام، بأيهن تبدأ الوصف.

قبل أن ننغمس في دهاليز الموضوع وعرض الإجابة كما يراها هو من جانبه، وددنا إعطاء القارئ العزيز نبذة عن حياة السيد اللواء الركن علاء الدين حسين مكي خماس تنسجم وما تركه من ارث علمي غزير في هذه المؤسسة العريقة فالسيد اللواء شرّفَ الى هذه الدنيا في بغداد عام 1937، رحلة طويلة قضاها في خدمة وطنه، تكللت بالنجاح وإنجاز المهمات، كثير هم القادة الذين عرجّوا شموخاً على سفر الجيش العراقي. القائمة تطول والإنجازات كذلك تطول، ومواقف تتعدد في أوقات السلم والحرب وفي حالات التهيئة والاعداد، هناك قوائمٌ وان بدت طويلة، الا أن الواقفين في مقدمتها هم القلة، هكذا هو مبدأ التميّز والكفاءة في عالم يمتد آلاف السنين، ومن بين القلة يقف اللواء الركن ، ضابطاً عُرف بحسن خلقه ورجاحة عقله، وامتلاكه المعرفة العسكرية من أوسع الأبواب ذات الصلة بالدراسة والمتابعة والاطلاع، وكذلك ذات العلاقة بالموروث العائلي فالوالد ضابط أثر كثيراً في رسم الميول العسكرية المبكرة والاتجاهات، وقبل أن ننغمس في دهاليز الموضوع وعرض الإجابة كما يراها هو من جانبه، وددنا إعطاء القارئ العزيز نبذة عن حياة اللواء الركن تنسجم وما تركه من ارث علمي غزير في هذه المؤسسة العريقة.

هو مقيم حاليا بدولة الامارات العربية المتحدة ( أبوظبي) ، كان اخر منصب شغله بالجيش العراقي هو رئيس جامعة الدراسات العسكرية العليا ( جامعة البكر) وهي اكبر مؤسسة تدريبية وثقافية بالجيش العراقي وكان من مؤسسيها.

بعض جوانب خبرته النظرية والعملية العلمية والثقافية والاجتماعية :  حصل على ثقافته في العراق وبريطانيا وامريكا وفرنسا وكالاتي: شهادة البريفيه الفرنسية للدراسات العسكرية العليا باريس فرنسا الماجستير في العلوم العسكرية وماجستير بالقانون الدولي (جامعة بغداد( الدراسات العسكرية البريطانية من بريطانيا -شهادة البكالوريوس بالقانون ـ بغداد، - دورة الدروع المتقدمة الولايات المتحدة الامريكية، شارك في العديد من الدورات والالتحاقات والوفود الى الدول الأجنبية والندوات والمؤتمرات الدولية . مثل العراق في الأمم المتحدة بدورتها الستون والقى كلمة العراق فيها (الرياضة من اجل السلام)، وحصل على شهادات أخرى بجوانب متعددة من الأنشطة الرياضية والاجتماعية الأخرى

أهم المناصب والخبرة العملية مدرس بالكلية العسكرية العراقية- مدرس وآمر مدرسة الدروع العراقية -.درس بكلية الأركان العراقية- مدرس بكلية الحرب العراقية-. رئيس اركان الفيلق الثالث 1981 الى 1984، مدير التطوير القتالي بالجيش العراقي ورئيس الجامعة العسكرية العراقية (جامعة البكر للدراسات العسكرية العليا) ومن المساهمين بتأسيسها، والتي تضم كليات الأركان، القيادة، والحرب، والدفاع الوطني، عضو مشارك في المجمع العلمي العراقي.شارك في جميع حروب ومعارك الجيش العراقي من عام 1967- 1989 . .عضو اللجنة الأولمبية الوطنية من عام 1984-2001 رئيس الاتحاد الجوي العراقي للفترة أعلاه. رئيس نادي فرناس الجوي في العراق للفترة أعلاه

له مؤلفات عديدة من الكتب والمقالات بالموضوعات العسكرية والتاريخية منها: أ- فن الحرب عند العرب ب- الدرع الصاروخي الأمريكي ج- استخدام القوة في القانون الدولي د- أفكار حول الحرب هـ- التفوق العددي و- الدروع خلال السبعينيات ز- كراسة أسس استخدام القوة، بالمشاركة مع اخرين، غير منشورة ح- كتاب معارك التحرير العراقية الكبرى عام 2014 ط- كتاب حرب الناقلات في الخليج العربي عام 2016- ي- كتاب العقيدة العسكرية وجوانبها عام 2017 ك- كراسة لمحات وخواطر عن أنشطة الطيران في العراق 2017 ل- كراسة العمليات متعددة الأوساط Multi domain operations – 2018 - م- موجز تاريخ الاتحاد الجوي العراق – 2018   ن- المفرزة الجوية الألمانية في العراق في حرب 1941، جهد مشترك مع د. ضرغام الدباغ - س – دور العراق في حرب عام 1967، تاريخ وذكريات ، لدى دار النشر حاليا وسيصدر قريبا ان شاء الله .  ع-  تأليف الكثير من المقالات الطويلة والمتوسطة والمنشورة في منشورات محكمة، معظمها منشور في المجلات العسكرية العراقية او في منشورات محكمة ، مثل مجلة الحكمة ، ومجلة افاق عربية وغيرها  ف- ص‌- تحقيق ومراجعة ونشر الكتب الاتية

اولاً. مذكرات الفريق اول الركن صالح صائب الجبوري عام 2012

ثانيا. مذكرات المرحوم الوالد امير اللواء الركن حسين مكي خماس عام 2014

ثالثا. مذكرات المرحوم الفريق اول الركن إبراهيم فيصل الانصاري رئيس اركان الجيش العراقي الأسبق عام 2016

رابعا. كتب ومذكرات الضباط القادة العراقيين محمود شكر شاهين، ومحمد عبد القادر الداغستاني، وخالد الدليمي بين أعوام 2016 -2019

ض‌- خامسا اصدار كتاب مذكرات المرحوم اللواء قوات خاصة اياد شعبان رمزي عام 2018

ط‌- ترجم العديد من الكتب والمقالات بموضوعات مختلفة ، عسكرية واستراتيجية وفنية ، من الإنكليزية الى العربية منها

‌أ- كتاب السوق الأكبر مبادئ وممارسات ب- كتاب رؤساء الأركان المشتركون ج- كتاب تطبيقات استخدام القوة Application of force وهو كراسة رسمية بريطانية د- كتاب سياقة وصيانة الدبابات – بريطاني ه- كتاب فن العمليات العسكرية – امريكي .

وقدم العديد من المحاضرات والندوات التي ساهمت وبفاعلية كبيرة بالمؤسسات الثقافية العراقية، وكذلك بالمؤسسات البحثية والثقافية والعلمية الأخرى مثل : أ- محاضر في جامعة النهرين – كلية العلوم السياسية- بموضوعات الاستراتيجية ، والدفاع الوطني والامن القومي والجيوبولتيك ب- والاشراف على رسائل الدكتوراه والماجستير في الكلية المذكورة وكليات أخرى وله نشاطات في مجالات رياضية وعلمية أخرى، أهمها الرياضات المتعلقة بالطيران والعاب الهواء ( طيران شراعي ، الطيران بالطائرات الرياضية الخفيفة ذات المحرك الواحد والهليكوبتر ) وتلخص بالاتي أ . شهادة PPL  للطيران الخصوصي ب. رئيس نادي فرناس الجوي ( نادي عدنان خير الله الجوي ) للفترة من 1984 ولغاية 2001 ج. رئيس الاتحاد الجوي العراقي باللجنة الأولمبية العراقية من عام 1986 ولغاية عام 2001 د. عضو الاتحاد الجوي الدولي FAI مقره باريس ، قم نائب رئيس الاتحاد للفترة من 1988 لغاية 2001 -هـ حاصل على شهادة تقديرية من الاتحاد الجوي الدولي لجهوده في نشر الثقافة الجوية بين الشباب ( شهادة بول تيساندييه) عضو اتحاد المؤرخين العرب وحاصل على وسام المؤرخ العربي. عضو مؤسسة الاكاديمية العسكرية البريطانية ( ساندهيرست).

 

اللواء الركن المتقاعد علاء الدين حسين مكي خماس يحكي لنا عن أهمية الكتابة في حياته؟

الكتابة فعلا تسعدني وتزودني بالشعور بالإنجاز achievement of Since ،

وهذا ما يجعلني اواصل هذا العمل الذي اصبح بمثابة هواية محببة لي لا يمكنني تركها، بل انني ادمنت عليها.

لقد كان اول مقال لي كتبته في شهر أغسطس او سبتمبر من عام 1958، وذلك بعد فترة قصيرة من عودتي من بريطانيا والدراسة في اكاديميتها العسكرية العتيدة ( ساندهيرست) وبعد احداث 14 تموز- يوليو 1958، حيث كنت التحقت الى كتيبة الدبابات الأولى المنتشرة الى الجانب الغربي من نهر الفرات استعداد لمواجهة أي قوة اجنبية قد تأتي من ذلك الاتجاه ، وكان هذا المقال بعنوان ( استخدام ناقلات الأشخاص المدرعة في الحرب الحديثة) وهو ترجمة لمحاضرة بنفس العنوان تلقيناها في مدرسة المشاة في بريطانيا والتي التحقنا اليها بعد التخرج من ساندهيرست مباشرة وقبل ان نعود الى العراق . وكانت ناقلات الأشخاص المدرعة في تلك الأيام وسيلة قتالية دخلت الخدمة حديثا لدى القوات المسلحة للجيوش العصرية ولما اتممت الترجمة، طلبت من زوجتي حفظها الله (وكنا مانزال مخطوبين آنذاك) ان تعيد كتابة المقال بخطها الجميل، وعندما جئت الى بغداد في إجازة قصيرة ، ذهبت الى إدارة المجلة العسكرية في مقر وزارة الدفاع، وواجهت رئيس التحرير العميد عزيز داخل رحمه الله واعطيته المقال راجيا الموافقة على نشره، فنظر الي نظرة متعالية ومستغربة، وقال لي ما هذا؟ كيف تريدني ان انشر لك مقالا وانت ما زلت برتبة ملازم حديث التخرج؟ فقلت له لماذا ياسيدي ؟ فقال لي لا يجوز هذا، ان من يكتبون بالمجلة يجب ان يكونوا من ذوي الخبرة والرتب العالية، فقلت له سيدي انك ان لم تفسح لي المجال الآن للكتابة فكيف سوف اكتسب الخبرة؟ ثم لماذا لا تقرأ المقال أولاً ومن بعد ذلك ترفضه؟ الا ترى انه يعالج موضوع حديث لم يتطرق اليه سابقا لدينا!

وانه عبارة عن ترجمة ، وعندما تتكون لدي الخبرة الكافية سوف ابدأ بالتاليف.عندها سكت على مضض، وقال حسناً اعطيني المقال، ولكن لا اعدك بشيء، ولكن عندما صدر عدد المجلة القادم ( وكانت مجلة فصلية تصدر كل ثلاثة اشهر مرة) ظهر فيها ذلك المقال ، فكان بداية مسيرتي بالكتابة .

وأول كتاب لي صدر عام 1970 باسم (الدروع خلال السبعينات)، ولكن سبقته الكثير من الكتب المترجمة التي لم تحمل اسمي لأنها كانت كراسات رسمية تصدر عن وزارة الدفاع وباسم الوزارة ومديرية التدريب العسكري لذا لم يظهر عليها اسمي . أما آخر جهودي فهو الكتاب الذي أنجزته في شهر ديسمبر الماضي أي 2020، سيصدر قريبا عن دار النشر في عمان الأردن وهو بعنوان

( دور العراق في حرب عام 1967 ، تاريخ وذكريات) وبين الأول والثاني الكثير، والكثير جدا من الكتب والمقالات والمحاضرات التي أشار اليها في سيرتي لإحصائها لتقادم الزمان، ولعدم حيازتي على نسخ أو سجلات توثيقية لها كما فعل البعض من زملائي. كم كنت أتمنى أن افعل مثلهم.

والآن باشرت بالعمل على كتاب جديد عن فن الحرب العربي الإسلامي . وهكذا ترين يا سيدي انني مستمر في هذه الجهود والممارسات المفيدة والثقافية لأنها أصبحت تمثل مبعثا للسعادة الشخصية والشعور بالإنجاز.

 

لقد علمت ان السيد الوالد كان سباقاً في الكتابة وكان كتابه يدرس في العسكرية 

فهل توجز لنا في الإجابة

كان الوالد المرحوم حسين مكي خماس عسكريا، تقلد مناصب متعددة منها منصب رئيس أركان الجيش العراقي، وله بصمات في تاريخ هذه المؤسسة العسكرية العريقة، وكتابه الشهير الذي درسه كافة طلاب الكلية العسكرية بعنوان ( التخطيط ) منذ العام ١٩٣٦ومؤلفات متعددة آخري. وأنا كنت من تلاميذه.

 

ما هو تأثيره على مسيرة حياتك وكيف ؟

سبق ان تطرقت الى بعض الجوانب التي تخص هذا السؤال في جوابي الأول أعلاه لكن اود ان اضيف هنا الى ان المرحوم الوالد اللواء الركن حسين مكي خماس كان مثلي الأعلى دوما، فمنذ نعومة اظافري ومقتبل حياتي كنت أحاول أن اقلده واسير على خطاه، وقد ربانا رحمه الله تربية عسكرية منضبطة في البيت وفي حياتنا العامة، كما كانت شخصيته قوية ومحبوبة بالوقت نفسه .

سؤال أخير، أمنية يتمناها اللواء الركن علاء الدين؟

أتمنى ان تساعد الظروف في بلدي العراق وان تتحسن وتساعد في عودتي الى بلدي لأقضي فيه ما تبقى من العمر في بلادي الحبية وبين اهلي واصدقائي وان يلف جسدي تراب وطني العزيز عندما يحين وقت الرحيل الابدي .

هذه نهاية لشخصية تاريخية عاشرت اكثر من حقبة في مجال العسكري وأصبحت مدرسة تدرس كتبها فشكرا. له ولكم متابعة اول كتابة لمقالات متقاعد كاتب واديب.